-A +A
حمود أبو طالب
تمر المملكة كل عام بتحديات كبيرة في مثل هذا الوقت عندما يحل موسم الحج، بل إن التحديات لهذه المناسبة مستمرة طوال العام وما نشاهده في أيام الحج ليس سوى النتيجة لعام كامل من الإعداد والاستعداد في كل وزارات الدولة وأجهزتها المدنية والأمنية لضمان سلامة وراحة الملايين وأدائهم شعائر حجهم في أعلى مستويات الشعور بالاطمئنان. بيد أن هذا العام قد يكون مختلفا إلى حد ما أخذا في الاعتبار بعض الحوادث والأحداث التي شهدتها المملكة.
يأتي موسم الحج هذا والمملكة تخوض حربا ضروسا على حدودها الجنوبية مع عصابات الشر التي أرادت اختطاف اليمن الشقيق وتهديد المملكة، والحرب هي الحرب مهما كان اختلاف موازين القوة، أي أنها لا يمكن أن تمضي دون تكاليف باهظة واستعدادات خاصة وتغيير في أداء بعض الأجهزة بما يضمن أقصى درجات الاستعداد، لكن مع كل ذلك لم تتأثر أي من برامج الاستعداد للحج، ولا ميزانياتها ولا خدماتها، لأن خدمة الحجيج شرف ومسؤولية تتحملها المملكة وتقدمها بالصورة المتميزة التي تحرص عليها وتطورها كل عام.

كما أن موسم الحج يأتي هذا العام والمملكة تشهد تصعيدا غير مسبوق لشياطين الإرهاب الذين تطاردهم في جحورهم وتستبق نواياهم الهدامة وتحاصرهم في كل وكر يهربون إليه، لكن رغم هذا التصعيد تمضي الحياة بشكل طبيعي لا يشعر معه أي مواطن أو زائر بشيء ملفت للنظر يربك إيقاع الحياة، وأيضا فإن ذلك يحتم استعدادا أمنيا استثنائيا لحماية الحجيج، وقد أكد ولي العهد في استعراضه للقوات المشاركة في أمن الحج أن كل شيء على ما يرام وأنه غير مسموح أبدا الإخلال بأمن الحجيج، فاطمئنوا يا ضيوف الرحمن لأنكم في حمايته أولا، ثم في حماية دولة تبذل كل ما في وسعها من أجلكم.
ومؤخرا جاءت حادثة سقوط الرافعة لتخرج معها أصوات نشاز من بعض الجهات المعروفة لتزايد على ما تبذله المملكة لخدمة الحرمين الشريفين والحجاج والزوار، كانت محاولات دنيئة لم تنل من المملكة لأن العالم الإسلامي بأجمعه يعرف ماذا تفعله وتقدمه، وتكفي كلمات الملك سلمان عند زيارته موقع الحادثة وقراراته بعدها ردا ملجما لكل المزايدات الكاذبة.
أهلا بكم يا ضيوف الرحمن في وطن الأمن والأمان.